شهر رمضان … شهر الرحمة والسلام والعمل والتضحية

شهر رمضان … شهر الرحمة والسلام والعمل والتضحية

أهلّ علينا شهر رمضان المبارك بنفحاته وبركاته ورحماته، فازدانت الدنيا بنوره واستبشر المؤمنون بفضائله مستذكرين قدره، شاكرين الله أن أعاده الله عليهم وهم في عفو وعافية.

يحلّ علينا رمضان هذا العام في ليبيا، وقد أبدلنا الله من بعد خوفنا أمنا، وقد وضعت الحرب أوزارها وصمتت البنادق والمدافع، لترتفع أصوات الذاكرين والقائمين والراكعين الساجدين في هذا الشهر الفضيل.

إن فرحة الأطفال والعائلات في المدن والقرى من شرق ليبيا وغربها وجنوبها، بدخول هذا الشهر العظيم يوجب علينا جميعا كليبيين، انطلاقا من قيم ديننا، وإيماننا بحرمة دماء الليبيين أن نواصل العمل من أجل تغليب منطق الحوار والمصالحة، وقلب هذا السلام الهش إلى سلام دائم وشامل في كلّ ربوع البلاد.

ولطالما كان هذا الشهر المبارك ملهما لنا للعمل والاجتهاد والبذل والعطاء في سبيل كل القضايا العادلة التي تخدم الإنسان وتنهض بالأوطان وتحقق العدل والتنمية، وهو ما يدفعنا دائما للنضال والتطوع في مختلف المواقع داخل مؤسسات المجتمع المدني، حيث تتواصل جهود الشبان الوطنيين المخلصين في منتدى حوار الشباب لاستكمال المهام التي تحمّلوا مسؤوليتها منذ المؤتمر الوطني للشباب.

رسالتي الأولى في هذا الشهر الفضيل أوجهها لكل الشباب ليبيا: أن ضاعفوا ثقتكم بنفسكم وإيمانكم بقدراتكم، لا تنتظروا المنّة من غيركم، ولا تتوقعوا أن يتغيّر حالكم بأيادٍ غير أياديكم. عوّلوا على أنفسكم لتغيير واقعكم، واصنعوا من عنفوان شبابكم قوة تغيرون بها حال الليبيين إلى الأفضل، فدروس التاريخ و محطاته المضيئة والتي تحييها أمتنا خلال شهر رمضان أكّدت مرارا أن الشباب هم عماد نهضتها وسر قوتها وبناة مستقبلها.

ورسالتي الثانية إلى السياسيين؛ إن شهر رمضان فرصة ملائمة لتغليب العقل والحكمة، وتقديم مصلحة الشعب الليبي على المصالح الفئوية الضيقة، والتضحية بالمكسب والمنصب حفاظا على الوطن الجامع لكل أهله.

وفي الختام، لنجعل من هذا الشهر العظيم موعداً سنويا للتضامن والتكاتف، والتقييم والمراجعة وإعادة الحسابات، والبذل والعطاء والتضحية في سبيل الله والوطن.

أعاد الله علينا شهر رمضان أعواما عديدة، وليبيا وشعبها بخير وأمن وسلام.

كل عام والشباب بخير .. كلّ عام وليبيا بخير .. كل عام وكل أمتنا بخير

أخر المنشورات