مصالحة وطنية
تمكين الشباب
بناء المستقبل
في أولى محطات منتدى حوار الشباب الدولية، تشرفنا اليوم باستقبالنا من قبل فخامة رئيس جمهورية مالطا، د. جورج فيلا، بالقصر الرئاسي,
لاطلاعه على إنجازات المنتدى محلياً، والتي شملت كامل التراب الوطني ، وللحديث حول الرؤية السياسية للحل الذي نتطلع لأن يقوده الليبيون بالشراكة مع دول المنطقة.
تشرفنا بدعوة الرئيس فيلا لحضور “منتدى أصدقاء ليبيا” الذي نعمل على عقده في العاصمة طرابلس.
بعد ثمانية أشهر من العمل في منتدى حوار الشباب، وأكثر من 35 جلسة حوارية في مختلف المدن الليبية وتتويجاً لهذه المسيرة الشبابية، نظمنا المؤتمر الوطني للشباب ونجحنا في جمع أكثر من 2500 شاب وشابة في العاصمة طرابلس لنرسل رسالة لكل السياسيين والمجتمع الدولي أن وقت الشباب قد حان وأنهم قادرون على تقرير مصيرهم وتقديم المبادرات لإنقاذ الوطن.
التواجد ضمن أفضل 40 شخصية وطنية تحت سن الأربعين خلال عام 2021, هذا التكريم هو تتويج لمسيرة أكثر من 9 سنوات من العمل المدني في دعم الشباب, بناء السلام ونشر الحوار والمناظرة, ولازال العمل مستمر بكل جد واجتهاد في سبيل تمكين الشباب وإحداث التغيير.
المنتدى حوار الشباب هو منصة تجمع أصوات الشباب بمختلف أطيافهم ومكوناتهم وتوجهاتهم السياسية، لمناصرة قضاياهم وبلورة رؤية وطنية جامعة لهم، تدفع نحو دور فاعل أكبر للشباب في الحياة العامة. نعمل بهذا المنتدى لنجوب مختلف المدن الليبية، وليتبادل مقاعده الشباب بمختلف ألوان أفكارهم، ودافعاً لهم نحو امتلاك دور أكبر في الحياة السياسية، لأننا نؤمن بأن الشباب هم ليسوا المستقبل فقط، بل هم الحاضر أيضاً.
نعمل منذ أكثر من ثمانية سنوات في مجال بناء السلام وتعزيز الحوار المجتمعي وتمكين الشباب، تمكنّا خلالها من تدريب أكثر من 8750 شاب في أكثر من 40 مدينة ليبية، وساهمنا خلال هذه المسيرة التي حصدت عديد الجوائز الدولية، والتي أهمها جائزة رواد المناظرة، وجائزة سامي وتوفيق في تأسيس أكثر من 20 نادي مناظرة في ليبيا. مستمرون في إسماع أصوات الشباب، وفي مناقشة قضايا المجتمع وإشراك الناس مع المسؤولين وصناع القرار.
إن أولى خطوات تحقيق حلم جميع الليبيين واستكمال تضحياتهم للوصول إلى دولة ديمقراطية مدنية عادلة، تبدأ من ترسيخ مبدأ التداول السلمي على السلطة والمحافظة على هذا المكتسب، ويتم ذلك عبر مناصرة قضايا الانتخابات، والتوعوية حولها، ومراقبتها؛ لضمان مشاركة فعالة، والمحافظة على نزاهة هذه الانتخابات، وحمايتها من التلاعب. ولهذا أُسست الشبكة الوطنية لمراقبة الانتخابات.
لا تزال تجربة توقيع ميثاق المصالحة بين مدينتي مصراتة وتاورغاء دليلا قاطعاً على إمكانية تحقيق مصالحة شاملة وكاملة في كافة ربوع الوطن. منذ بداية العام 2018, وقبله كنت من المبادرين والداعين لمشروع المصالحة، على الرغم من الصعوبات التي كانت تعترض الفكرة حينها، وخطورة طرحها. لكن الإيمان بضرورة المصالحة للمرور إلى المستقبل بقلوب بيضاء وعقول منفتحة كانت محفزا لكل العاملين من أجل المصالحة لنجاحها.
كل الليبيين يحلمون بمؤسسة شرطة قوية، تعمل بكفاءة وفاعلية، قادرة على الارتقاء بمستوى الخدمات الأمنية والإدارية، لتعزيز الأمن والنظام العام وسيادة القانون، هذا ما عملت عليه بإخلاص وتفاني خلال مسيرة سنتان من العمل كمستشار خاص لوزير الداخلية الليبية السابق، السيد فتحي باشاغا، لشؤون الإعلام. عملت بشكل وثيق على وضع إستراتيجية لإرجاع هيبة الشرطي، وثقته بنفسه، وثقة المواطنين به.
منذ السنوات الأولى لثورة فبراير 2011، وانفتاح ليبيا على محيطها الإقليمي والدولي وربط مجموعة من العلاقات والصداقات ضمن أطر مؤسسات المجتمع المدني.
كانت الأمم المتحدة و هياكلها ومؤسساتها صاحبة دور رائد في دعم الانتقال الديمقراطي في ليبيا ومرافقة عدد من المنظمات الوطنية وشركائها في عملية تشاركية في مرحلة ما بعد الصراع تشمل كل قطاعات المجتمع الليبي بما في ذلك النساء والشباب والفئات المهمشة، وهو ما دفعني وعدد من الشباب إلى دعم هذه المبادرة والانخراط فيها من أجل موائمة هذه البرامج مع الأولويات الوطنية ودفع الشباب الليبي للمشاركة ولعب دور مؤثر في واقع ليبيا ومستقبلها.
فمنذ العام 2015، اخترت العمل ضمن كمستشار لشؤون الشباب والسلام لعدّة جهات دولية عاملة في ليبيا، أهمها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وصندوق الأمم المتحدة الانمائي.
هذه المهام إضافة إلى التجربة الثرية التي اكتسبتها بالعمل رفقة خبراء وشخصيات وازنة، ساهمت من خلاله على قدر المستطاع في دعم الأهداف الوطنية و تشريك الشباب في الحياة العامة وتعزيز المبادئ الديمقراطية للحكم وسيادة القانون وضمان التنمية القائمة على حقوق الإنسان للجميع وإرساء ثقافة الحوار والمصالحة.
في العام 2018، كانت الفرصة ملائمة أمامنا كليبيين لإنهاء المراحل الانتقالية المتتالية، والوصول بالبلاد إلى انتخابات عامة حرّة ونزيهة تثبت السلام وتوحّد المؤسسات السيادية التي أنهكها الانقسام السياسي. حيث أطلق الشباب الليبي حراكا مدنيا شبابيا، كان على شكل مبادرة وطنية نابعة من شباب مستقلين يشكلون جزء من المجتمع المدني الليبي بهدف تغيير الخريطة السياسية وإنهاء المرحلة الانتقالية والوصول إلى الانتخابات.
حوار نحو المصالحة في مدينة زوارة يجمع مختلف الأعيان والشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة، من كافة الأطياف والمكونات في طاولة حوار مشتركة بملتقى شباب وأعيان المنطقة الغربية تحت شعار “نحو رؤية واحدة لليبيا موحدة” والذي أقيم في زوارة، نظم هذا الملتقى مؤسسة الحوار والمناظرة بالشراكة مع صوت الشباب الأمازيغي ومنظمة تالسا، وباستضافة من المجلس البلدي زوارة، بحضور شخصيات واسعة من المنطقة الغربية.
وأنا أخوض تجارب مختلفة في قيادة العمل المؤسساتي، أقرّ بفضل عدد من التجارب التدريبية والدورات والمهارات المكتسبة، ولعلّ من أبرزها تجربة النموذج الدولي لمحاكاة الأمم المتحدة. لقد جرّب عشرات الآلاف من النخب الشبابية من جميع أنحاء العالم برنامج نموذج الأمم المتحدة، إن هذه التجربة الثرية تدفعني لدعوة الشباب الليبي من مختلف المناطق إلى خوضها، وتنمية معارفهم وبناء قدراتهم والمساهمة في بناء ليبيا المستقبل.
خلال السنوات الثماني التي تلت تأسيس مؤسسة مناظرة وحوار في ليبيا، شهد شباب ليبيا من تلاميذ وطلاب عدد من المحطات التي برهن فيها على وعيه وتألقه وإيمانه العميق بثقافة الحوار وحق الاختلاف وتبادل الآراء وتعزيز المنطق السليم. ومن أبرز هذه المحطات، البطولة الوطنية الأولى لمناظرات المدارس والتي اعتبرت الحدث الشبابي الأضخم في ليبيا، في نسختها الأولى عام 2021.
تواصل مع فريقنا.
يمكنك إرسال الإستفسارات الخاصة بك في هذه المساحة البريدية، وسيتم التواصل معك في أقرب وقت ممكن.