نحيي اليوم بكل فخر واعتزاز الذكرى الثامنة لتأسيس ” مؤسسة الحوار والمناظرة”، التي فتحت لنا الباب و لآلاف الشباب الليبي للتشبع بقيم الحوار البناء والتفكير العميق وتعزيز مكانة الشباب في المجتمع.
8 سنوات مرت عن الخطوات الأولى التي كنا نخطها رفقة عدد من خيرة شباب ليبيا، المؤمنين بقدرتهم على صناعة مستقبل أفضل لليبيا يكون فيه الشباب عماد نهضتها وسر رقيها وحامل رايتها عاليا في كل المحافل الدولية .
حين جاءت فكرة التأسيس كان الوطن أمام خيارين- ولا زال – إما السير في طريق الصراعات والتجاذب والاتكال على القوة والعصبية والمناطقية وإما الاتجاه في طريق تعزيز دور الشباب في المجتمع وإعلاء ثقافة الحوار واحترام تعدد الآراء والحق في التفكير الحر.
لم يكن الأمر سهلا ولم تكن الطريق معبدة، ولكن كان هناك إصرار وثقة وتوكّل على الله وإيمان راسخ بأن الشباب الليبي يمكنه تحقيق ما يريد .
واليوم وبعد 8 سنوات من العمل المستمر والاجتهاد والتضحية من قبل الشباب في مختلف مستويات المسؤولية في مؤسسة الحوار والمناظرة، يمكننا تهنئة أنفسنا وكافة شباب ليبيا على ما تم تحقيقه من منجزات وأهداف، حيث نعتبر أننا تمكنّا بتوفيق من الله وبفضل مجهودات الشباب من بناء مؤسسة رائدة في المجتمع المدني الليبي، ونموذج حضاري متقدم ينافس غيره من المؤسسات في المنطقة العربية والعالم .
ففي ثمانية سنوات، عقدت المؤسسة أكثر من 4600 مناظرة، في 40 مدينة ليبية، كما شارك أكثر من 15 ألف شاب ليبي في الحواريات التي تم تنظيمها في مختلف المدن والمناطق، كما نجحنا في تأسيس 20 نادي مناظرة .
لقد منحت مؤسسة الحوار والمناظرة الفرصة لآلاف الشباب ، ولازالت تواصل تقديم رسالتها بعزم أكبر وتصميم على النجاح دائما حتى تصل هذه الثقافة لكلّ الشباب الليبي في المعاهد والجامعات والمدن والمناطق، ومن هذه الرسالة نسعى وبإصرار لإيصال رؤيتنا حول المناظرة والحوار إلى أبعد مدى ممكن ومدِّ جسور التواصل فيما بيننا من خلال التعريف بهذه الثقافة في مختلف المناسبات والفرص المتاحة أمامنا .
سنسعى دائما لعالم خال من النزاعات، يلعب فيه الشباب دوراً مهماً في التغيير، هذه الرسالة التي سنواصل إقناع الليبيين بها والعمل من أجل تحقيقها حتى يتم إرساء دولة القانون والمؤسسات واحدة وموحّدة بمؤسساتها وقوانينها يكون فيها الجميع متساوون في حقوقهم وواجباتهم ولهم فرص متكافئة في وطنهم رغم اختلافاتهم وتعدّد قناعاتهم .
ويسعدنا من خلال تواصلنا معكم الاطلاع على آرائكم ومقترحاتكم و جميع استفساراتكم حول الأنشطة التي تقدمها مؤسسة الحوار والمناظرة وتلبية احتياجاتكم بكل ما يخص المناظرة.
فنحن هنا وبكل أمانة وصدق نولي اهتماماً بالغاً بأفكاركم الإبداعية واقتراحاتكم ، والعمل بروح الفريق الواحد وفق منظومة إدارية متكاملة هدفها استثمار عقول الشباب ومواهبهم لتنمية الشخصية المناظرة والمحاورة ، كون المناظرة أداة من أدوات صناعة الإنسان التي تدخله عالم الثقة والمواجهة دون خوفٍ أو تردد.
كلّ عام وأنتم بخير، كل عام ومؤسسة الحوار والمناظرة في تقدّم وإنجاز ، كلّ عام وشباب ليبيا بمزيد الوعي والثقة حتى التمكين ، وكلّ عام وليبيا حرة مستقلة فخورة بكل أبنائها وبناتها .