نحيي اليوم، رفقة شباب العالم اليوم الدولي للشباب الذي تمّ اعتماده من قبل الأمم المتحدة، وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1999، يوم 12 أغسطس يوماً دولياً للشباب ليكون بمثابة احتفاء سنوي بدور الشابات والشبان باعتبارهم شركاء أساسيين في التغيير، وكذلك ليكون بمثابة فرصة لإذكاء الوعي بالتحديات والمشاكل التي تواجه شباب العالم.
نصف سكّان العالم أو يزيد من الشباب، الذين يعيشون طموحات مشتركة وأفكار متشابهة ومتنوعة على اختلاف ثقافاتهم وانتماءاتهم وأعراقهم، إلا أن مستقبل العالم ومصيره يظلّ هاجسا مشتركا في ظل تفاقم الأزمات بسبب الصراعات والحروب والمشاكل البيئية ومشاكل التغذية والمياه والانتكاسات الاقتصادية التي فاقمت من غياب فرص العمل والتعليم اللائق والخدمات الأخرى.
ويتيح هذا اليوم فرصة للاحتفال بأصوات الشباب وأعمالهم ومبادراتهم وتعميم مشاركاتهم الهادفة، من أجل المساهمة في تحقيق أهداف التنمية والرفاه لكلّ شعوب العالم في جوّ يسوده السلم والتضامن.
في وطننا العزيز ليبيا، تعتبر شريحة الشباب، الشريحة الأكبر في تركيبة السكّان لتصل بحسب بعض الإحصائيات الصادرة عن منظمات دولية لقرابة 60% من عموم الليبيين. وعلى الرغم من التحسّن الطفيف في الذي شهدناه من الدولة في إيلاء الشباب اهتمام أكبر، وذلك من خلال تخصيص وزارة خاصة بالشباب، وإطلاق مشاريع موجهة لهم، والخطابات التي تؤكد دورهم، إلاّ أن كل هذا غير كافي. للأسف لازالت هذه الشريحة غير ممثلة بالشكل المطلوب في الهياكل الرسمية المختلفة وتحتاج اهتماما أكبر من قبل الجميع. هذا التحسّن الطفيف يجب أن نلاحظه، ونقدره، ولكن علينا كلنا كشباب، من خلال عملنا المجتمعي، ومؤسساتنا الغير حكومية أن نستمر في الضغط على الحكومة وصناع القرار المختلفين في الدولة لأجل تقديم استراتيجيات جادّة لتحويل طاقة الشباب إلى قوّة للبناء والإنتاج والإبداع.
وبمناسبة هذا اليوم وأنا أتوجّه بالتهنئة لكلّ الشباب الليبي، ومن خلالهم لكلّ شباب العالم، أستغلّ الفرصة للإشادة بكلّ الجهود التي بذلها الشباب الليبي خلال السنوات الماضية في مؤسسة الحوار والمناظرة ومنتدى حوار الشباب وخاصّة في المؤتمر الوطني للشباب الذي أعتبره محطّة فاصلة في تاريخ ليبيا الحديثة ونقطة تحوّل في مستقبلها حيث وضع لبنة الأساس لمشروع شبابي طموح قادر على إدماج كلّ الكفاءات الشبابية في بناء وطننا وتوحيد شعبنا بتحقيق مصالحة حقيقية وتقديم بدائل واقعية لحلّ الأزمات المتراكمة والتي فاقمتها الصراعات المسلّحة.
كلّ عام وشباب الأمة الليبية، وكل شباب العالم بألف خير، كل عام والشباب قوّة بناء وعمل وتضحية، كل عام وحماسه مستمر حتى تحقيق رؤيته في بناء ليبيا الحديثة دولة قوية وعادلة ومتقدمة.