إن أولى خطوات تحقيق حلم جميع الليبيين واستكمال تضحياتهم للوصول إلى دولة ديمقراطية مدنية عادلة، تبدأ من ترسيخ مبدأ التداول السلمي على السلطة والمحافظة على هذا المكتسب، ويتم ذلك عبر مناصرة قضايا الانتخابات، والتوعوية حولها، ومراقبتها؛ لضمان مشاركة فعالة، والمحافظة على نزاهة هذه الانتخابات، وحمايتها من التلاعب. نحن نؤمن بأن ذلك لا يتأتى إلا بوجود أناس يؤمنون بهذه القيم، ويعملون بشكل دؤوب على ترسيخها حتى تصبح واقعاً ملموساً في مجتمعنا، على أن يكون هذا العمل على قدر عالٍ من الجدية والاحترافية. ولهذا أُسست الشبكة الوطنية لمراقبة الانتخابات، وبدأت العمل الجاد قبل عدة أشهر في مراحل طويلة من التحضير، والتخطيط، والإعداد، عملنا مع مجموعة من الشباب الحالمين بالعيش في سلام، والمؤمنين أن إعادة بناء الدولة مهمة لابد أن نقوم بها مجتمعين.كانت تجربتنا الأولى المشاركة في مراقبة انتخابات المجلس البلدي مصراتة، والتوعية حولها، لتكون هذه البداية فقط، ونجاحُنا فيها دعمَنا للعمل على أن تكون الشبكة موجودة في جميع الانتخابات القادمة، مؤمنون بأن إحياء التجربة الديمقراطية، وحمايتها، والمحافظة على نزاهتها خط دفاعنا الأخير عن حلم الدولة المدنية التي ضحى من أجلها شبابنا. أما عن تجربتنا في مراقبة انتخابات المجلس البلدي مصراتة، فكانت فريدة من نوعها، نظراً لحجم التنافس بين القوائم المترشحة التي بلغ عددها 15 قائمة مترشحة، بالإضافة لمترشحين عن فئة ذوي الإعاقة من الثوار، ومترشحات عن فئة المرأة، مما أعطى للعملية الانتخابية زخماً كبيرا، وهو ما مثّل تحديا كبيراً بالنسبة إلينا؛ قَبِل فريقنا التحدي، وعملت فرق الشبكة كل في تخصصه على إتمام المهمة بالشكل المطلوب منهاا إبتداءً بمراحل التجهيز، والإعداد، إلى مرحلة تدريب عدد كبير من المراقبين من الشباب المتطوعين، الذين بلغ عددهم أكثر من 140 شاباً، أبدوا رغبتهم جميعاً في المشاركة، والمحافظة على العملية الانتخابية ونزاهتها، استعملنا خلال عملية المراقبة تقنيات متطورة لأول مرة، فكانت تجربة تطبيق راقب فريدة من نوعها، فعبر شبكة المراقبين الموزعين على المراكز الانتخابية تمكنا من تتبع سير العملية الانتخابية، ورصد المخالفات بشكل مباشر ، كما أصدرنا نسخة خاصة للمواطنين، انطلاقا من إدراكنا أن مسؤولية سلامة العملية الانتخابية ونزاهتها مسؤوليتنا جميعاً، أنشأنا غرفة عمليات لمتابعة العملية الانتخابية واصل فيها فريقنا العمل لثلاثة أيام متواصلة وحتى ساعات متأخرة من كل يوم، الجميع أثبت حرفية عالية، وعمل بأعلى طاقة ممكنة، أصدرنا تقاريرنا وتقديراتنا الأولية، والنسب المئوية للنتائج الأولية، وما رصدته الشبكة خلال يوم الاقتراع. كانت تجربة مراقبة المجلس البلدي مصراتة فريدة من نوعها، توجت بنجاح العملية الانتخابية، فكل التهاني لأهلنا ومدينتنا لنجاح هذا العرس الانتخابي، كما نشكر كل من أسهم معنا، وكل فرق الشبكة، وجميع أعضاء الشبكة، وشبكة مراقبينا، كما نتقدم بشكر خاص للجنة الفرعية لانتخابات المجلس البلدي مصراتة، واللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية على مد يد العون لنا. وإسهامهم في ظهور الشبكة بأحسن صورة، أيضا كل الشكر للقوائم المترشحة، وكل المترشحين عن جميع الفئات عن منحنا هذا التجربة الديقراطية الرائدة، أخيراً أتقدم بالتهنئة للفائزين، ونسأل الله أن يوفقهم لخدمة المدينة وأهلها.مهمتنا مستمرة، وسنضغط بشكل مستمر لتحقيق رغبة الليبيين في استفتاء على دستور، وتنظيم انتخابات على المستوى المحلي والبلدي، وسنحرص على أن نتواجد بشكل مكثف أكثر في كل ربوع ليبيا، مادين أيدينا لكل أقراننا الشباب، الحالمين بدولة حرّة، الشعب الليبي فيها هو صاحب القرار، والسيادة.