لا يمكن لأمة أن تنهض دون شبابها، ولا تعرف دولة محترمة ومتطورة قامت دون تعاون ما بين المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني وعموم المؤسسات غير الحكومية والتطوعية. الشباب المنخرطون في هذه المؤسسات يمكن أن يعلمونا الكثير حول السعي لتقديم كل ما يمكن من اجل الوطن دون انتظار مكافأة أو شكر، تحركهم ذواتهم وحبهم للوطن و خصائصهم التي تجعل منهم مبادرين في كل وقت.شباب كانوا الأمل والشعلة الحقيقية في ظل تصارع المتصارعين، ورغم كل الظروف إلا أنهم لم يتوقفوا على محاولة التغيير بما استطاعته أيديهم ليبعثوا الأمل في قلوب الكثيرين. اعلموا أننا سنفقد الوطن اذا ما فقدنا أملنا بمثل هؤلاء، فمثلهم يجب ان يكونوا على رأس المناصب والمهام المختلفة في السلطات المختلفة وقد أثبتت الكثير من النماذج التي ترعرعت في مثل هذه الأجواء من حب العمل التطوعي، أنهم نماذج ناجحة لأشخاص قياديين بأفكار خلاقة وقريبة للشارع يشعرون بما يشعر به المواطن. إن رمزية المساهمة في حملة التشجير هي رمزية للبناء والتنمية من أجل المستقبل تتجاوز الأنا وحب الذات إلى ما هو أبعد من ذلك، إلى شجرة نستظل بها نحن مرة ويستظل بها من بعدنا ألف مرة ويصل أثرها إلى كل مخلوق في محيطها، إنها رمز للتنمية في ظل الخراب. لقد سعدت يوم السبت الماضي بالمشاركة والمساهمة في تنظيم هذا الحدث وعلى قدر ما أسعدتني فكرة تواجد الوزراء وسط هؤلاء الشباب، لكن ما أسعدني أكثر هو نشاط وحماس الشباب ذكورا وإناث وذكائهم الاجتماعي المميز وتركيزهم طوال اليوم على القيام بما يجيدون فعله، العطاء دون مقابل والحرص على التعلم وتعليم الآخرين. منتسبوا مؤسسات مثل الكشافة الليبية والهلال الأحمر الليبي و من بعدهم الكثير من منظمات المجتمع المدني يمكن أن يكونوا قدوة لنا جميعا ويمكن ان نتعلم منهم الكثير، فانتظروهم الآن ومستقبلا.